عاشق الذكريات
2009-08-06, 09:50 AM
سماء ملبدة بالغيوم , صوت الرعد يزمجر في السماء
والبرق يضئ ليلاً حالك السواد ,
وخلف أسوار ذلك البيت طفلاً يقف مرتجفاً خائفاً , تنهمر الدموع من
عينيه بغزاره الأمطار ,
طفل في عمر الزهور , فقد والديه ولم يجد له عائلا فأدخل دار
الأيتام ,
أخذ ينظر من نافذة غرفته حتى خارت قواه فقرر الخلود للنوم
وفي صباح اليوم التالي جاء مشرف الدار أخذ يناديه ويقول :
هيا يا سالم إستيقض فقد حان وقت ذهابك للمدرسة ( فقد كان في الصف
الرابع الإبتدائي )
عندها استجاب بلا تذمر وإن كان يسير ببطء فقد كان مطيعا لكل أمر ,
ذهب فاغتسل وتوضأ وصلى ومن ثم إرتدى ملابس المدرسة ,
واستقل الباص وتوجه إلى مدرسته ,
في ذلك اليوم لم يتناول فطوره لشعوره بالحزن ,
وقف في طابور الصباح وبدأ اليوم الدراسي ,
وفي الفصل لاحظ الإستاذ محمد ( أستاذ التربية الإسلامية )
أن سالم لم يكن على طبيعته فقد كان شارد الذهن ,
وبعد إنتهاء الساعة الدراسية تحدث الإستاذ محمد مع الإخصائي
الإجتماعي
عن التلميذ سالم وكيف انه كان يبدو حزينا وشارد الذهن ,
وعن عدم تجاوبه معه في الفصل في هذا اليوم , فأمر الأخصائي بإستدعاء
سالم ,
وفعلا جاء سالم بجسمه الهزيل بخطوات ثقيلة و عند دخوله غرفة الأخصائي
خالد بدأ بالبكاء ,
فتوجه له الأخصائي وأخذ بيده وأجلسه إلى جانبه وطلب كوبا من الماء
وأخذ يهدأ من روعه ,
حتى كف عن البكاء ومن ثم بدأ معه الحديث موجها له بعض الأسئلة ,
ما الذي حدث يا سالم ؟ لماذا هذا الشرود والبكاء ؟
هل هناك من قام بإيذائك قولا أو فعلا ؟
فأجاب سالم : لا , لم يحدث شيء من ذلك 0
فسأله الأخصائي : إذاً ما سبب حزنك ؟
بدأ سالم يتحدث بصوت مبحوح مخنوق ,
كيف أنه تذكر والديه في ليلة الأمس , وكم هو مشتاق لهما ؟
وعن شعوره بالوحدة , وأنه يكره الحياة فهي لا معنى لها ,
وبالتالي لا معنى لوجوده فيها ,
هنا قرر الأخصائي أن يبقى سالم معه في هذا اليوم 0
جلس سالم في الغرفة ينظر حوله في هدوء وهو يرتشف العصير الذي قدمه
له الأستاذ خالد ,
في ذلك الوقت دخل أحد أولياء الأمور و ألقى التحية فرد عليه الأخصائي
وسالم ,
( أنه والد عبد العزيز زميل سالم في الفصل ) الذي حضر بإستدعاء من
الأخصائي ,
للإستفسار منه عن سبب تدهور المستوى الدراسي لعبدالعزيز , جلس والد
عبدالعزيز ,
مع الأخصائي لمناقشة المشكلة , وسالم يسمع وقد تعمد الأخصائي فعل
ذلك , بدأ ولي الأمر يبرر ,
ماحدث بأن عبدالعزيز ولد لايسمع الكلام وله الكثير من الطلبات وأنه
يزعجهم بالرغم من
أنه و والدته قد وفرا له كل شئ 0
اتفق الأخصائي مع والد عبدالعزيز على رسم خطه لتهذيب سلوك عبدالعزيز
والإرتقاء بمستواه العلمي
واستأذن منه أن يشارك سالم بهذه الخطه إذا سمح بذلك , فسالم من
التلاميذ المشهود لهم بأخلاقهم ,
وبأنه متفوق في دراسته إلى جانب أنه زميل لعبد العزيز في الفصل ,
في هذه اللحظات إلتفت والد عبد العزيز باتجاه سالم وسأله عن رأيه
بعبد العزيز ؟
فأجاب سالم : عبد العزيز ولد طيب وأنا أحبه , ولكن لا أحب من
يرافقهم لكثرة مشاكلهم ,
إطمأن والد عبد العزير حينما سمع إجابة سالم وأبلغ الأستاذ خالد
بموافقته على أن يشاركهم بالخطة ,
وفعلا إتفق الثلاثة على التعاون من أجل مصلحة عبد العزيز 0
بهذا العمل إستطاع الأخصائي أن يبين لسالم أهميته كفرد في المجتمع ,
وإعطائه الأمل في حب الحياة , ومرت الأيام والسنين
وتخرج سالم من الجامعة بتفوق مع مرتبة الشرف ,
ولم ينسى في يوم من الأيام فضل الإستاذ محمد الذي كان مخلصا في عمله
ولم يتجاهل شروده في ذلك اليوم ,
وفضل الأخصائي خالد الذي إستطاع بحنكته أن يبعث به الإحساس بالأمان
وإعطائه الأمل بالحياة ,
فكان أول عمل يقوم به بعد تخرجه , هو الحضور للمدرسة للإستعلام عن
عنوانهما لتقديم الشكر لهما 0
والبرق يضئ ليلاً حالك السواد ,
وخلف أسوار ذلك البيت طفلاً يقف مرتجفاً خائفاً , تنهمر الدموع من
عينيه بغزاره الأمطار ,
طفل في عمر الزهور , فقد والديه ولم يجد له عائلا فأدخل دار
الأيتام ,
أخذ ينظر من نافذة غرفته حتى خارت قواه فقرر الخلود للنوم
وفي صباح اليوم التالي جاء مشرف الدار أخذ يناديه ويقول :
هيا يا سالم إستيقض فقد حان وقت ذهابك للمدرسة ( فقد كان في الصف
الرابع الإبتدائي )
عندها استجاب بلا تذمر وإن كان يسير ببطء فقد كان مطيعا لكل أمر ,
ذهب فاغتسل وتوضأ وصلى ومن ثم إرتدى ملابس المدرسة ,
واستقل الباص وتوجه إلى مدرسته ,
في ذلك اليوم لم يتناول فطوره لشعوره بالحزن ,
وقف في طابور الصباح وبدأ اليوم الدراسي ,
وفي الفصل لاحظ الإستاذ محمد ( أستاذ التربية الإسلامية )
أن سالم لم يكن على طبيعته فقد كان شارد الذهن ,
وبعد إنتهاء الساعة الدراسية تحدث الإستاذ محمد مع الإخصائي
الإجتماعي
عن التلميذ سالم وكيف انه كان يبدو حزينا وشارد الذهن ,
وعن عدم تجاوبه معه في الفصل في هذا اليوم , فأمر الأخصائي بإستدعاء
سالم ,
وفعلا جاء سالم بجسمه الهزيل بخطوات ثقيلة و عند دخوله غرفة الأخصائي
خالد بدأ بالبكاء ,
فتوجه له الأخصائي وأخذ بيده وأجلسه إلى جانبه وطلب كوبا من الماء
وأخذ يهدأ من روعه ,
حتى كف عن البكاء ومن ثم بدأ معه الحديث موجها له بعض الأسئلة ,
ما الذي حدث يا سالم ؟ لماذا هذا الشرود والبكاء ؟
هل هناك من قام بإيذائك قولا أو فعلا ؟
فأجاب سالم : لا , لم يحدث شيء من ذلك 0
فسأله الأخصائي : إذاً ما سبب حزنك ؟
بدأ سالم يتحدث بصوت مبحوح مخنوق ,
كيف أنه تذكر والديه في ليلة الأمس , وكم هو مشتاق لهما ؟
وعن شعوره بالوحدة , وأنه يكره الحياة فهي لا معنى لها ,
وبالتالي لا معنى لوجوده فيها ,
هنا قرر الأخصائي أن يبقى سالم معه في هذا اليوم 0
جلس سالم في الغرفة ينظر حوله في هدوء وهو يرتشف العصير الذي قدمه
له الأستاذ خالد ,
في ذلك الوقت دخل أحد أولياء الأمور و ألقى التحية فرد عليه الأخصائي
وسالم ,
( أنه والد عبد العزيز زميل سالم في الفصل ) الذي حضر بإستدعاء من
الأخصائي ,
للإستفسار منه عن سبب تدهور المستوى الدراسي لعبدالعزيز , جلس والد
عبدالعزيز ,
مع الأخصائي لمناقشة المشكلة , وسالم يسمع وقد تعمد الأخصائي فعل
ذلك , بدأ ولي الأمر يبرر ,
ماحدث بأن عبدالعزيز ولد لايسمع الكلام وله الكثير من الطلبات وأنه
يزعجهم بالرغم من
أنه و والدته قد وفرا له كل شئ 0
اتفق الأخصائي مع والد عبدالعزيز على رسم خطه لتهذيب سلوك عبدالعزيز
والإرتقاء بمستواه العلمي
واستأذن منه أن يشارك سالم بهذه الخطه إذا سمح بذلك , فسالم من
التلاميذ المشهود لهم بأخلاقهم ,
وبأنه متفوق في دراسته إلى جانب أنه زميل لعبد العزيز في الفصل ,
في هذه اللحظات إلتفت والد عبد العزيز باتجاه سالم وسأله عن رأيه
بعبد العزيز ؟
فأجاب سالم : عبد العزيز ولد طيب وأنا أحبه , ولكن لا أحب من
يرافقهم لكثرة مشاكلهم ,
إطمأن والد عبد العزير حينما سمع إجابة سالم وأبلغ الأستاذ خالد
بموافقته على أن يشاركهم بالخطة ,
وفعلا إتفق الثلاثة على التعاون من أجل مصلحة عبد العزيز 0
بهذا العمل إستطاع الأخصائي أن يبين لسالم أهميته كفرد في المجتمع ,
وإعطائه الأمل في حب الحياة , ومرت الأيام والسنين
وتخرج سالم من الجامعة بتفوق مع مرتبة الشرف ,
ولم ينسى في يوم من الأيام فضل الإستاذ محمد الذي كان مخلصا في عمله
ولم يتجاهل شروده في ذلك اليوم ,
وفضل الأخصائي خالد الذي إستطاع بحنكته أن يبعث به الإحساس بالأمان
وإعطائه الأمل بالحياة ,
فكان أول عمل يقوم به بعد تخرجه , هو الحضور للمدرسة للإستعلام عن
عنوانهما لتقديم الشكر لهما 0